فصل: قال زكريا الأنصاري:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال ابن قتيبة:

سورة الماعون:
2- {يَدُعُّ اليتيم}: يدفعه. وكذلك قوله: {يُدَعُّونَ إِلى نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا} [الطور: 13].
7- و{الْماعُونَ}: الزكاة.
ويقال: هو الماء والكلأ.
وقال الفراء: يقال: إنه الماء بعينه، وأنشد:
يمجّ صبيره الماعون صبّا

الصبير: السحاب. اهـ.

.قال الغزنوي:

سورة الماعون:
1 {يُكَذِّبُ بالدين}: بالجزاء.
2 {يَدُعُّ اليتيم}: يدفعه عن حقه.
7 {الْماعُونَ}: الزّكاة. فاعول من المعن الشّيء القليل.
وعن عكرمة: رأس الماعون زكاة مالك، وأدناه المنخل والإبرة والدلو تعيره. اهـ.

.قال ملا حويش:

تفسير سورة الماعون:
عدد 17 و107.
نزلت بعد التكاثر في مكة.
وهي سبع آيات.
الثلاث الأول نزلت في مكة في العاص بن وائل والأربع الأخر نزلت في المدينة في عبد اللّه بن أبي بن سلول.
وتسمى سورة أرأيت.
ويوجد في القرآن خمس سور مبدوءة بهمزة الاستفهام هذه والإنسان والغاشية والانشراح والفيل.
ولا يوجد سورة بسبع آيات إلا هذه والفاتحة.
وهي خمس وعشرون كلمة.
ومائة وخمسة وعشرون حرفا.
لا ناسخ ولا منسوخ فيها.
بسم الله الرحمن الرحيم.
قال تعالى: {أَرَأَيْتَ} من رأي البصرية تنزيلا للمعقول منزلة المحسوس إشعارا بأن ذلك المعقول صار أمرا محققا لا شبهة فيه أي أأبصرت أيها العاقل هذا {الَّذِي يُكَذِّبُ بالدين 1} بعد ظهور دلائله ووضوح بيانه وقرئ {أريت} بلا همز بحمل الماضي على المضارع المطرد فيه حذف الهمزة {فَذلِكَ} المكذب الكافر هو الّذي {يَدُعُّ} يدفع بعنف وجفاء {اليتيم 2} عن حقه ويرده ردا قبيحا بزجرا وخشونة ليزيد في قهره {وَلا يَحُضُّ} مع ذلك الردع ولا يحث {عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ 3} فضلا عن انه لا يطعمه هو فلو كان هذا يؤمن بالحساب والجزاء لما فعل ذلك وانما نزلت هذه الآيات في العاص المذكور لاتصافه بهذه الأخلاق الذميمة.
وقيل إنها نزلت في الوليد بن المغيرة أو عمر بن عائد المخزومي وهي صادقة في كل من هذا ديدنه عامة إلى يوم الدين وهذه الآيات المدنيات التي نزلت بالمنافق المذكور آنفا وتشمل أضرابه الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر ولا يتقيدون بأمور الدين إلا رياء وتقية فقال جل قوله: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ 4 الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ 5} لا يلقون لها بالا ولا حرمة ولا يخشعون فيها خضوعا لربهم لأنهم يراءون بها رياء إذا حضرهم المؤمنون ويتركونها إذا غابوا عنهم لعدم اعتقادهم بها وعدم رجاء الثواب على فعلها وهذا شأن المنافقين كلهم فيما يتعلق بأمور الدين وقد نصحهم اللّه بقوله عز قوله: {الَّذِينَ هُمْ يُراؤُنَ 6} الناس بجميع أعمالهم ولا يعملون شيئا خالصا للّه فيدخلون أنفسهم في زمرة المصلين وطائفة المتصدقين وجماعة المتقين تقية وإلا فهم غافلون عن حقيقة الصلاة ولا يعلمون ماهية التقوى {وَيَمْنَعُونَ} مع ذلك كله أن يعيروا جارهم أو غيره {الْماعُونَ 7} الذي من شأنه ألا يمنع كالقدر والدلو والقدحة والماء والملح والنار والبئر والتنور مما يتساهل الناس في طلبه واستعماله ولم تكرر هذه الكلمة في القرآن كله وفي هذه الآية حث على إعارة هذه الأشياء وشبهها وإباحة استعمالها وزجر عن منعها والبخل بمثلها لحقارتها وتفاهتها، لذلك قال العلماء يستحب للقادر أن يكثر في بيته مما يحتاجه الجيران ليعيرها ويتفضل عليهم بما فضله اللّه به ولا يقتصر على حاجته من ذلك قال انس والحسن الحمد للّه الذي قال عن صلاتهم ولم يقل في صلاتهم لأن معنى أنهم ساهون عنها سهو ترك لها وقلة مبالاة والتفات إليها وهو فعل المنافقين الذين يجب الابتعاد عنهم.

.مطلب السهو بالصلاة ولزوم الخشوع فيها:

معلوم أن السهو قد يعتريهم بوسوسة أو حديث نفس وهذا لا يخلو المسلم، منه حتى أن الرسول كان يقع منه سهو فيها لغيبوبته عن نفسه الطاهرة عما سوى اللّه تعالى وفيه قيل:
يا سائلي عن رسول اللّه كيف سها ** والسهو في كل قلب غافل لاهي

قد غاب عن كل شيء سوه فها ** عما سوى اللّه فالتعظيم للّه

وليعلم أن الخشوع من واجبات الصلاة وعدمة يفضي إلى التهاون بها فينبغي للمصلي أن يجتهد لاحضار قلبه فيها ويخطر فيه أنه واقف بين يدي اللّه عز وجل فجدير به أن يكون خاضعا خاشعا له حاصرا فكره فيما يقرأه فيها من كلام اللّه ليؤديها بوجه كامل ولئلا يدخل في قول القائل:
تصلي بلا قلب صلاة بمثلها ** يكون الفتى مستوجبا للعقوبة

أما تستحي من خالق الملك أن يرى صدودك عنه يا قليل المروءة فعلى العاقل أن يعلم حين صلاته بين يدي من هو واقف، وليجتهد بإفراغ قلبه عما سوى اللّه، فيلازم الخشوع والخضوع والخوف ويتذكر وقوفه في موقف القيامة لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى اللّه بقلب سليم ولهذا البحث صلة في أول سورة المؤمنين، وليعلم أن اللّه لا يقبل عملا من قلب غافل لاه هذا، واللّه أعلم، وأستغفر اللّه، ولا حول ولا قوة إلا باللّه العلي العظيم، وصلى اللّه على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين. اهـ.

.فصل في الوقف والابتداء في آيات السورة الكريمة:

.قال زكريا الأنصاري:

سورة الدين:
مكية أو مدنية أو نصفها كذا ونصفها كذا.
{طعام المسكين} تام.
{ساهون} كاف إن لم يجعل ما بعده صفة لما قبله.
آخر السورة تام. اهـ.

.قال أحمد عبد الكريم الأشموني:

سورة الماعون:
مكية أو مدنية.
وقيل نصفها كذا ونصفها كذا.
{بالدين} حسن لتناهى الاستفهام وعلى أنَّ جواب الاستفهام مقدر تقديره إن لم تبصره وتعرفه فهو ذلك ومن وصل فللفاء والأول أقعد ولا يوقف على {اليتيم} والدَّع الدفع ومنه فذلك الذي يدع اليتيم أي يدفعه عن حقه ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: «أنكم مدعون يوم القيامة مقدمة أفواهكم بالفدام» وفي القاموس والفدامة والفدام بكسر الفاء شيء تشده العجم والمجوس على أفواهها عند السقي.
وقرئ {يدع اليتيم} بفتح الدال وتخفيف العين أي يتركه ويهمله.
وقرئ {ولا يحاض} من المحاضة أي لا يحض نفسه.
{المسكين} تام.
والوقف على {المصلين} قبيح فإنَّه يوهم غير ما أراده الله تعالى وهو أن الوعيد الشديد بالويل للفريقين الطائع والعاصي والحال أنَّه لطائفة موصوفة بوصفين مذكورين بعده ومثله في القبح {لا تقربوا الصلاة} فإنَّه يوهم إباحة ترك الصلاة بالكلية وتقدم ما يغني عن إعادة ذلك صدر الكتاب.
{ساهون} في محل {الذين} الحركات الثلاث الرفع والنصب والجر فكاف إن جعل في محل رفع خبر مبتدأ محذوف وكذا إن نصب بتقدير أعنى أو أذام وليس بوقف أن جعل نعتًا أو بدلًا أو بيانًا.
آخر السورة تام. اهـ.

.فصل في ذكر قراءات السورة كاملة:

.قال ابن جني:

سورة أرأيت:
بسم الله الرحمن الرحيم
أبو رجاء: {الَّذِي يَدُعُّ اليتيم}.
قال أبو الفتح: معناه- والله أعلم- يعرض عنه ويجفوه، فهو صائر إلى معنى القراءة العامة: {يَدُعُّ اليتيم}، أي: يدفعه، ويجفوه عليه. اهـ.

.قال الدمياطي:

سورة أرأيت:
مكية.
وآيها ست حجازي ودمشقي وسبع عراقي وحمصي.
خلافها:
آية {يراؤون} عراقي وحمصي.
وقرأ: {أرأيت} بتسهيل الثانية نافع وأبو جعفر زاد الأزرق إبدالها ألفا مع المد للساكنين وحذفها الكسائي ووقف حمزة بالتسهيل بين بين فقط.
وغلظ الأزرق لام {صلاتهم}.
ويوقف لحمزة على {يراؤن} بالتسهيل كالواو مع المد والقصر والرسم متحد حيث لم تصور فلا يوقف بالواو.
المرسوم {أرأيت} بحذف الألف بعد الراء في بعض المصاحف. اهـ.

.قال عبد الفتاح القاضي:

سورة الماعون:
{أرأيت} صلاتهم {يراءون}، تقدم مرارا. اهـ.

.فصل في حجة القراءات في السورة الكريمة:

قال ابن خالويه:
ومن سورة أرأيت الماعون:
قوله تعالى: {أرأيت} يقرأ بتحقيق الهمزتين وبتحقيق الأولى وتليين الثانية وبتحقيق الأولى وحذف الثانية فالحجة لمن حققهما انه أتى باللفظ على الاصل والحجة لمن لين الثانية انه كره حذفها فأبقى دليلا عليها والحجة لمن حذف الثانية أنه اجتزأ بهمزة الاستفهام من همزة الاصل لانها في الفعل المضارع ساقطة بإجماع. اهـ.

.فصل في فوائد لغوية وإعرابية وبلاغية في جميع آيات السورة:

.قال في الجدول في إعراب القرآن الكريم:

سورة الماعون:
بسم الله الرحمن الرحيم

.[سورة الماعون: الآيات 1- 3]

{أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بالدين (1) فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ اليتيم (2) وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ (3)}

.الإعراب:

(الهمزة) للاستفهام {بالدين} متعلق بـ: {يكذّب}، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر {الذي} موصول في محلّ رفع خبر المبتدأ {ذلك}، {لا} نافية {على طعام} متعلق بـ: {يحضّ}..
جملة: {رأيت...} لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: {يكذّب...} لا محلّ لها صلة الموصول {الذي}.
وجملة: {ذلك الذي...} في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن سألت عنه فذلك الذي...
وجملة: {يدعّ...} لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثاني.
وجملة: {لا يحضّ...} لا محلّ لها معطوفة على جملة {يدعّ}.

.[سورة الماعون: الآيات 4- 7]

{فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ يُراؤُنَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْماعُونَ (7)}

.الإعراب:

(الفاء) استئنافيّة {ويل} مبتدأ مرفوع {للمصلين} متعلق بمحذوف خبر المبتدأ ويل {الذين} موصول في محلّ جرّ نعت للمصلين- أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم- {عن صلاتهم} متعلق بـ: {ساهون}، {الذين} الثاني مثل الأول- أو هو تابع للأول بالبدليّة-..
جملة: {ويل للمصلّين...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {هم... ساهون} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {هم يراءون...} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين} الثاني.
وجملة: {يراءون} في محلّ رفع خبر المبتدأ {هم}.
وجملة: {يمنعون...} في محلّ رفع معطوفة على جملة {يراءون}.